الناخبون في كوسوفو يحددون مستقبلهم بالصناديق بعد فترة طويلة من التوترات السياسية

انتخابات كوسوفو: الناخبون يتوجهون لصناديق الاقتراع بعد أزمة سياسية طويلة
شهدت كوسوفو اليوم، الأحد، انطلاق الانتخابات العامة الجديدة، حيث توجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع بعد فترة من الركود السياسي الذي أجل تشكيل حكومة جديدة عقب انتخابات فبراير الماضية.
فشل جهود تشكيل الحكومة وتحذيرات من عدم الاستقرار
تجري هذه الانتخابات في أعقاب محاولتين فاشلتين من حزب “تقرير المصير”، بزعامة رئيس الوزراء ألبين كورتي، لتشكيل ائتلاف حكومي رغم تحقيقه أفضل النتائج في الانتخابات الأخيرة. وقد أدت هذه الأزمات إلى بقاء الحكومة الحالية في حالة تصريف الأعمال، مما أثر سلباً على إقرار الموازنة العامة وعلاقات كوسوفو مع شركائها الدوليين.
طموحات حزب “تقرير المصير” في الانتخابات الجديدة
يتطلع حزب “تقرير المصير” لتحقيق أكثر من 50% من الأصوات هذه المرة لتجنب الدخول في مفاوضات ائتلافية، بعد أن حصل على حوالي 42% خلال الانتخابات السابقة. يتنافس في الانتخابات الحالية 24 حزبًا وائتلافًا، مما يفتح المجال لنحو ألف مرشح يتطلعون للظفر بمقاعد البرلمان المؤلف من 120 عضوًا.
أحزاب المعارضة تكثف جهودها لمنع عودة كورتي
في مقابل ذلك، تسعى الأحزاب المعارضة الرئيسية مثل الحزب الديمقراطي للرغيف البرلمان، والرابطة الديمقراطية لكوسوفو، وتحالف من أجل مستقبل كوسوفو، إلى منع تشكيل حكومة جديدة تحت قيادة كورتي، لكن لم تتضح تفاصيل أي تعاون بينهم.
تغيرات في الحملة الانتخابية وتعليقات المتخصصين
تميزت الحملة الانتخابية الحالية بحدة أقل مقارنةً بالحملة السابقة، وهو ما يعكس وفقًا للمحللين إدراك حزب “تقرير المصير” لعدم قدرته على حكم البلاد منفردًا كما فعل في عام 2021. حيث رأت الباحثة دونيكا إميني أن هذا التوجه يعكس الحاجة المحتملة لمطالبات ائتلافية في الحكومة القادمة.
التحذيرات من أزمة التمويل وبطء التنمية
كان الجمود السياسي له تأثيرات اقتصادية كبيرة، حيث تسبب في تأجيل إقرار موازنة العام المقبل، مما قد يدفع كوسوفو للاعتماد على تمويل مؤقت مع بداية عام 2026. يحذر الخبراء من أن استمرار هذه الأوضاع قد يهدد مشاريع التنمية المرتبطة بخطة النمو للاتحاد الأوروبي، والتي تتطلب موافقة تشريعية عاجلة.
مع انتظار النتائج، يبقى الوضع السياسي في كوسوفو محط أنظار المراقبين، الذين يشيرون إلى أن نتائج الانتخابات قد تعيد إطلاق الخطاب الحاد أو تفتح مجددًا أبواب التفاهم بين الأطراف المعنية.




